يتسبب التفكك الأسري بمجموعة كبيرة من الآثار السلبية على الفرد خاصة والمجتمع بشكل عام ذلك لأن الأسرة هي المكان الأول والأساسي الذي ينتج الأشخاص المتفاعلين في المجتمع.
ما هو التفكك الأسري؟
يعرف التفكك الأسري بأنها تلك الحالة التي تصيب العائلة نتيجة اتباعها للأنظمة الغير متوازنة، غالباً مايعاني الأفراد الذين يكبرون في تلك الأجواء من الإهمال والمعاملة السيئة الأمر الذي ينعكس على نفسياتهم وأسلوب حياتهم بصورة عامة.
ماهي أسباب التفكك الأسري؟
ينتج التفكك الأسري عن مجموعة من الأمور الخارجية والداخلية التي تعمل معاً لتشكل تفكك أسري، نذكر من أبرز تلك الأسباب مايلي:
الأوضاع المالية السيئة:
قد تكون الأحوال المادية السيئة التي تصيب الأسرة في كثير من الأحوال هي السبب وراء حدوث تفكك أسري فيها، حيث يتسبب النقص المادي بالتوتر والقلق لكافة أفراد العائلة لاسيما للوالدين وهو ماينعكس على تربيتهم لأبناءهم وتعاملهم معها.
التفكك الأسري الوراثي:
يذكر بعض علماء النفس بأن حدوث التفكك يمكن أن ينتج في الكثير من الأحيان عند وجود تاريخ عائلي من التفكك الأسري، حيث يمكن لذلك أن يؤدي إلى ظهور سمات شخصية في الأفراد أشبه ما تكون بالجينات الوراثية المتناقلة بين الأجيال.
العنف أصل التفكك الأسري:
كذلك يذكر علماء النفس بأن ممارسة العنف ضد الأبناء بصورة مستمرة وبلا توازن يمكن أن تؤدي إلى حدوث تفكك في الأسرة، فالعنف الجسدي أو العاطفي الذي قد يمارسه الأهل تجاه أبناءهم غالباً مايتسبب بحدوث تفكك.
فرض المعتقدات:
يمكن أن يكون فرض الأهل للمعتقدات الدينية الخاصة بهم على الأطفال أحد الأسباب الرئيسية في حدوث التفكك الأسري، ذلك لأن المعتقدات والعادات يمكن أن تقابل بالرفض من قبل الأبناء لعدم موافقتها لجيلهم وهو مايتسبب بحدوث شرخ كبير بين الآباء والأبناء يؤدي في نهايته إلى حدوث تفكك أسري.
علامات تدل على وجود الشخص في أسرة مفككة(التفكك الأسري)
ثمة بعض الأمور التي يمكن أن تساعدك على تحديد ما إذا كان الشخص الذي أمامك قد نشأ في أسرة مفككة أم كبر في أسرة صحية، يمكن توضيح تلك العلامات فيما يلي:
محاولة الشخص لإرضاء الآخرين بطريقة مبالغ فيها:
تعتبر محاولة الفرد لإرضاء الآخرين بصورة مستمرة وعدم التردد بقول نعم لكافة الأفراد دون مناقشة.
تضحية الفرد باحتياجاته الخاصة لتحقيق سعادة الآخرين.:
من الأمور التي يمكن أن تظهر على الفرد الذي نشأ في أسرة متفككة رغبته المستمرة بإرضاء رغبات الآخرين على حساب راحته الشخصية.
الشعور المستمر بالذنب:
عند شعور أحد الأشخاص من المحيط بالضيق والإنزعاج فالشخص الذي نشأ في أسرة مفككة غالباً ماينتابه شعور بالذنب تجاه هذا الشخص حتى لو لم يكن الفرد ذاته مسؤولاً عنه.
ضعف القدرة على الإتصال:
يعاني الأشخاص الخارجين من الأسر المفككة من ضعف في قدرتهم على التواصل مع الأصدقاء، وفي حالات التفكك الأسري الشديد يمكن أن يعاني الفرد من إنغلاق وانعزال.
نصائح للتغلب على آثار النشأة في أجواء الأسرة المفككة:
ثمة مجموعة من النصائح التي يمكن أن تقل من تلك الآثار السلبية التي قد تنتج عن نشأتك في جو من التفكك الأسري، من أبرز تلك النصائح ما يأتي:
قم بتحمل المسؤولية كاملة:
كي تتمكن من تجاوز آثار التفكك الأسري السلبية لابد لك من تحمل مسؤولية تصرفاتك وأفعالك بصورة كاملة، حيث يمكن لتفهمك للظرف الذي مررت به أن يساعدك على التغلب على آثاره السلبية.
قم بطلب المساعدة من الآخرين:
في حال كنت تعاني من آثار سلبية بصورة شديدة فيقع عليك طلب المساعدة من الأشخاص المقربين منك لمساعدتك على تجاوز تلك الآلام بشكل أسرع.
طور مهاراتك:
احرص على تنمية ثقتك بنفسك من خلال تطويرك لنفسك بشكل مستمر، حيث يمكن لذلك أن يساعدك على التعبير عن نفسك بشكل أفضل وبالتالي تجاوزك للآثار بصورة أفضل.
قوِ علاقاتك مع الآخرين:
لتتمكن من تجاوز التفكك الأسري بصورة سليمة لابد من وجود الداعمين في حياتك فالأصدقاء المقربين يمكن أن يزيدوا من عزيمتك على تجاوز ماتعاني منه.
في نهاية هذا المقال الذي تناول الحديث عن التفكك الأسري وكيفية تجاوزه، نجد بأن فرصة الشخص لتجاوز الأحداث السيئة التي واجهته في حياته غالباً ماتكون مرتفعة في حال كان يملك الإرادة لتجاوزها.
اترك تعليقا