التسامح في العلاقة الزوجية هو أن يتقبل كل من الشريكين أخطاء الآخر ويعاتبه عليها ولكن يحرص على عدم جرح مشاعره وعدم تركه واستمرار العلاقة.
أهمية التسامح في العلاقة الزوجية
يمكننا القول أنه لا يوجد علاقة مثالية وذلك لأن كل من الزوجين يعتبر شخصية منفصلة ومستقلة عن الآخر، وهذه الشخصية لها نمط تفكير وتحليل ونظرة للأمور والحياة من زاوية خاصة بهم.
لذلك يمكن إعتبار الإختلاف أمراً طبيعياً وهو لا يعني أنه يوجد خلاف بين الزوجين ولا يعني أنهما غير قادرين على تأسيس أسرة والعيش في بيت واحد.
فكل منهما أتى من بيئة مختلفة ومن الطبيعي وجود اختلافات اجتماعية وفكرية وثقافية ومن هنا يأتي دور التسامح وأهميته في العلاقة الزوجية من خلال النقاط التالية:
- ينطوي التسامح على القبول والاحترام والتقدير المتبادل ما بين الزوجين.
- كذلك يعطي التسامح مساحة من الراحة النفسية والأمان والإطمئنان بين الزوجين.
- إنّ التسامح يجعل كل طرف يتقبل الطرف الآخر بسلبياته وأخطائه قبل إيجابياته ولهذا يمكن اعتبار التسامح أسمى أشكال الحب.
- يزيد من مشاعر الحب بين الزوجين.
- كما يجنب الزوجين من المشاكل والخلافات العائلية.
- يرسخ الراحة النفسية والاستقرار في العلاقة الزوجية.
- لا يتنافى التسامح مع الحوار العقلاني والمنطقي والنقاش البناء.
- شعور تقبل أخطاء الشريك والعمل على تصحيحها وهذا الأمر من شأنه أن يعزز سلامة ومتانة العلاقة الزوجية.
- عند التسامح لا يضطر الزوجان اللجوء وطلب مساعدة شخص غريب ليتدخل في حل مشاكلهما، حيث يكتفيان ببعضهما ويعملان معاً لتلافي تلك الأخطاء وتجاوزها.
العوامل التي تؤثر على التسامح في العلاقة الزوجية
إنّ قرارات التسامح في العلاقة الزوجية تتأثر بمجموعة من العوامل نذكر منها:
عمر العلاقة الزوجية
حيث يعطي عمر العلاقة الزوجية مؤشراً على قدرة فهم وإستيعاب كل منهما للآخر، كذلك قدرتهما على فهم أفكار ومتطلبات بعضهما البعض.
حيث نرى أن الزوجين الذين تزوجوا منذ مدة طويلة أكثر تسامحاً فيما بينهما وذلك نتيجة مرور الزواج في تجارب ومواقف مشتركة وهذا الأمر أرسى الحب والإحترام والتفاهم.
عمر الزوجين أهم شرط لتحقيق التسامح في العلاقة الزوجية
في حال وجود فارق عمري كبير بين الزوجين يزيد عن عشر سنوات فإن التسامح بينهما يتأثر بشكل أكبر وذلك نتيجة إنتماء كل منهما إلى جيل يختلف عن الآخر والذي ينتج عنه اختلافات نفسية وفكرية ونظرة فكل منهما يرى التسامح بشكل مختلف عن الآخر.
لذلك فكلما كان فرق العمر بين الزوجين أقل كانا أقرب بالتفكير وهذا يجعل التسامح سهل التحقق فيما بينهما.
الخلفية الثقافية للزوجين
قد يشكل اختلاف المستوى التعليمي والثقافي للزوجين فجوة فكرية وهذا الأمر يخلق مشاكل زوجية إضافية وهذا الأمر يزيد المشاكل ويجعل التسامح أمراً صعباً.
الوضع المادي للزوجين
في حال كان الزوجين ينتميان إلى طبقتين مختلفتين من الناحية المادية سيكون هناك صعوبة حتماً في تحقيق التسامح في حال حدوث أي مشكلة أو قام أحدهما بأي تصرف مستفز أو مزعج.
مدى الحب والاحترام المتبادل يزيد التسامح في العلاقة الزوجية
الحب يذلل الصعاب وإذا تحقق الحب المتبادل والاحترام بشكل فعلي بين الزوجين فلن تكون هناك مشكلة في التسامح حيث الحبيبين يتجاوزان كل المطبات والعثرات والمشاكل التي تمر بها العلاقة الزوجية ويحتويان بعضهما البعض ويساعدان بعضهما على تصحيح الأخطاء الكامنة بهدف استمرار ونجاح العلاقة الزوجية.
المشاكل العائلية السابقة
إذا كان لدى الزوجين مشاكل ومشاحنات ومشاكل متراكمة في السابق فسيكون من الصعب تجاوز المزيد من المشاكل الجديدة وهذا الأمر يجعل التسامح أمراً شبه مستحيل.
في حين أن الأزواج الذين يقومون بمعالجة مشاكلهم في وقتها ويحدون من تراكمها تكون حياتهم أكثر سلاسة وبالتالي يسهل التسامح فيما بينهما.
تحقيق التسامح بين الزوجين
يمكن تحقيق التسامح بين الزوجين من خلال النقاط التالية:
- لكل مشكلة سبب وحل، وهذا الأمر لا يعني أن الحب قد تبخر لذلك يجب علينا تقبل اختلافاتنا وأن نتحاور بشكل حضاري، وعلينا أن نتذكر (جل من لا يخطئ).
- اعتماد لغة الحوار بشكل دائم، والبحث عن الأسباب التي سببت المشاكل والنزاع، ومناقشة الأمور العالقة وإيجاد الحلول المناسب.
- أن يحسن الزوجين الظن ببعضهما البعض وأن يجعلا ردة فعل كل منهما ودية، ويجب إحترام آراء بعضهما، وكذلك نسيان كل المواقف السلبية والمزعجة، فالتنازل مطلوب لتستمر الحياة بإستقرار وأمان.
- المبادرة بالاعتذار الفوري في حال أخطأ أحدهما فالمبادر دائماً هو الأقوى ومن شأنه رفع شأن الطرف المعتذر.
- تجديد العلاقة الزوجية وإضافة جو من المرح والرومانسية وهذا الأمر كفيل بمنح الفرح والسعادة للطرفين.
في الختام : إن تحقيقّ التسامح بين الزوجين يتم من خلال إحترام الزوجين وثقة كل منهما في الآخر وهذا يحقق الراحة النفسية لكل منهما ويؤدي لحياة زوجية وأسرية صحية.
اترك تعليقا