على الرغم من أن الحب الناضج يمثل الحرية والإختيار للإنسان لانتقاء الشخص الذي يرغب في تمضية حياته معه بكامل قواه العقلية، غير أن إدمان الحب غير ذلك تماماً.
إذ يتحول الحب إلى قوة قهرية تلغي إرادة وخيارات صاحبه المنطقية وتجعله يتصرف بشكل مدمر لذاته دون أن يعلم.
كيف يمكن أن يصل الإنسان إلى مرحلة إدمان الحب؟
يوجد لدى الإنسان غريزة فطرية تدفعه للإنجذاب نحو الجنس الآخر، وهذا أمر شائع وطبيعي بين الناس جميعاً.
الهدف منه الإبقاء على النوع البشري واستمراره، لكن ما يختلف في إدمان الحب أنه يحدث تنامي كبير وشديد للمشاعر في وقت قصير وبشكل غير منطقي إطلاقاً.
يتبع ذلك شعور المحب أن المحبوب شخص مثالي جداً ولا يوجد له مثيل أو مشابه ولا حتى أفضل منه، الأمر الذي يجعله في منزلة مقدسة.
إن هذه المشاعر تدفع المحب إلى التورط في مشاعر جداً قوية وغير منطقية قد تصل إلى ما يشبه العبادة، والعبادة مقصود بها هنا أنه يخلص له بشكل مطلق ويتفرغ له بشكل كامل.
إضافة إلى تقديم الولاء الكلي للمحبوب وعدم القدرة على رؤية شخص آخر غيره والإستعداد للتضحية بأي شيء في سبيل محبوبه.
ما هي المؤشرات التي تدل على أن الشخص يعاني من إدمان الحب؟
- يكون جل هم الشخص أن يكون متفرغ بشكل مطلق وكامل لمحبوبه، ويسعى لتلبية جميع متطلباته واحتياجاته على أن يستمر معه في هذه العلاقة.
- يصبح الشخص وسواسي، لحوح لا يترك أي فرصة للطرف الآخر فرصة الاختيار الحر، ولا يعطيه فسحة للتفكير أو المراجعة أو التصحيح أو حتى قضاء بعض الوقت لوحده.
- غالباً يصل إلى حالة من التعاسة والفشل وخيبة الأمل لأن الطرف الآخر لا يحقق توقعاته العاطفية التي يطمح لها أبداً.
- اعتمادي بشكل متطفل، أي أنه لا يتصور أن يكمل حياته دون وجود الطرف الآخر فيها.
- يستسلم ويخضع لمحبوبه، وهذا ما يجعله تحت إمرة الطرف الآخر ويكون على استعداد لتنفيذ أي شيء يطلبه دون أدنى رفض.
- دائماً يلح في طلب الإخلاص من محبوبه، ويريد على الدوام أن يسمع عبارات الحب والإخلاص منه في كل لحظة.
ويطلب أن يرى علامات دائماً تؤكد له ذلك الإخلاص.
- يحاول البقاء مع الشريك بأي ثمن كان، فهو على استعداد للدخول في صفقات متنوعة مع الطرف الآخر مقابل استمرارية العلاقة.
فمثلاً قد يعرض عليه رشاوي عاطفية أو مادية أو رشاوي من أي نوع مقابل ضمان بقاء الطرف الآخر في هذه العلاقة.
ما هي أنماط إدمان الحب؟
تتعدد أنماط إدمان الحب، ومن المحتمل أن يمتلك الشخص أكثر من نمط واحد، نذكر منها:
- حب التملك: يصبح فيها المحبوب ملكية خاصة للمحب، حيث لا يسمح لأحد بالاقتراب منه حتى ولو لم يتواجد تعلق عاطفي.
هنا سنلاحظ اشتداد الرغبة في الدفاع عن المحبوب ضد أي شخص يحاول الإقتراب منه بأي صفة كان.
- حب الاعتماد: هو حب يحمل علامات الإحتياج لمصدر الأمان والرعاية لطرف يفتقد لتلك الأمور بشدة.
- الحب الوسواسي القهري: تأخذ العلاقة هنا شكلاً إلحاحياً وسواسياً قهرياً، ويدرك المحب في ذلك الحين أن تلك العلاقة غير منطقية.
لكن مع ذلك، فإنه لا يستطيع التحكم فيها.
- حب الألفة: في هذه الحالة نلاحظ أن الطرف المحب قد تعلق بمحبوبه بشدة بسبب عاملي الألفة والتعود ليس أكثر، ويكون غير مستعد لتغيير نمط حياته وعلاقاته التي ألفها.
إن التورط في إدمان الحب أمر غير هين ويحتاج إلى طرق تعامل خاصة، الجأ إلى المقربين منك لمساعدتك على الخروج من هذه الحالة، أو الجأ إلى طبيب حتى تحافظ على علاقات خالية من السُمّيّة.
اترك تعليقا