الخرس الزوجي ظاهرة تنتشر وتزداد في البيوت وبين الأزواج تؤدي إلى التشتت، حيث أنها آفة تتمدد وتهدد الحياة الأسرية.
في مقالنا هذا سنستعرض ما أعراض هذه الظاهرة؟ وما أسبابها؟؟ والطرق الممكنة لمعالجتها.
ما هو الخرس الزوجي:
ظاهرة الخرس الزوجي أو”الصمت الزوجي” هي صمت سلبي من طرف واحد أوكلا الطرفين الذي يؤدي إلى فتور في العلاقة بينهما وجمودها.
كما تغيب لغة الحوار بينهما، وتفشل أي محاولة لفتح قنوات الحوار وكأن كل منهما يعيش في دنياه الخاصة بمعزل عن الطرف الآخر.
حيث ينشغل أو يتشاغل الطرفين بأموره الخاصة، وهو مؤشر قوي على فتور العلاقة وجمودها.
أسباب الخرس الزوجي :
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة منها:
البيئة التي نشأ فيها الزوجين:
من أولى العوامل والأسباب حيث تلعب البيئة دوراً كبيراً في التأثير على عادات وسلوك كلا الطرفين.
وقد يكون الخرس الزوجي موجود في عائلة الطرفين وأصر على تعاملهما مع بعضهما، كما يؤثر المجتمع وعاداته وتقاليده في السلوك.
انعدام لغة الحوار والتفاهم:
عند وجود أي مشكلة أو أي حديث حتى وإن كان طبيعي نلاحظ عدم وجود ثقافة الحوار والتفاهم.
ويكون الحوار غير منطقي وعقلاني كما يكون مليء بالمشاجرات مما يدفع الطرفين إلى السكوت.
كذلك من أسباب الخرس الزوجي عدم وجود اهتمامات مشتركة:
دائماً تميل الزوجة إلى الاهتمام بالأطفال والأعمال المنزلية كما تهتم بعلاقاتها الاجتماعية مع عائلتها، أصدقائها وأقاربها.
بينما ينشغل الزوج بالعمل وجلسات الأصدقاء والاهتمام بمواضيع الرياضة ومواضيع التكنولوجيا والسيارات وهذا يؤدي تدريجياً إلى عدم تبادل الأحاديث والوصول إلى مرحلة الخرس الزوجي.
البخل العاطفي:
غالباً ما يكون الزوج بخيل عاطفياً حيث يعتبر أن ما يقدمه مادياً وتوفير احتياجات أسرته هو أمر كافٍ ولا يحق للزوجة مطالبته أو اتهامه بالتقصير.
مما يشعر الزوجة بعدم فائدة الحديث والكلام ويدفعها إلى التزام الصمت كي تحافظ على أسرتها.
مشاكل أسرية ومادية:
تتفاقم المشاكل بالحديث وتسبب فجوة بين الطرفين مما يؤدي إلى التزام أحد الطرفين او كلاهما بالسكوت والصمت.
ضيق الوقت:
من الممكن أن ينشغل الزوجان بأمور الحياة خصوصاً عندما يكون كلا الطرفين عاملين، وهذا يؤدي إلى عدم وجود تواصل ووقت مشترك بينهما.
الإهمال:
يكون أحد الأطراف غير مؤهل إلى تحمل مسؤوليات الزواج، وقد يكون مهمل وغير مبالٍ بما يترتب عليه ضمن هذه العلاقة.
العنف:
يمارس كلا الطرفين أساليب عنف بحق الطرف الآخر فقد يكون جسدي، أو عنف لفظي.
كما من الممكن أن يفتقر أحد الأطراف إلى مهارات التواصل وحل المشكلات.
علاج الخرس الزوجي :
تربية الأبناء:
من أهم الدوافع للتخلص من ظاهرة الخرس الزوجي حيث يجب أن يحاول الطرفين تربية الأبناء في بيئة صحية نفسياً ومريحة، وذلك كي لا يؤثر على حياة الأبناء بشكل سلبي.
تجنب المشاكل بالحوار:
حيث يجب على الزوجين الحوار بشكل دائم وخلق بيئة مناسبة للحديث فمثلاً:
- عدم الأخذ بالاعتبار الأمور التافهة وعدم اختلاق المشاكل.
- التفكير بشكل منطقي وعقلاني قبل اتخاذ القرارات.
- البحث عند حدوث مشاكل عن حلول وعدم تبادل الاتهامات بين الطرفين.
- الابتعاد عن العصبية والشجار الذي لا يؤدي إلى نتيجة.
محاولة الزوجين فهم بعضهما:
على الزوجين معرفة طباع وأفكار الشريك والحرص على عدم القيام بشيء يزعجه كما يجب معرفة ما يجعله سعيداً والقيام بكل ما يحسن العلاقة ويكسر الجمود.
الخرس الزوجي مشكلة تزداد وتتمدد ويجب على الأسر الحذر منها وتجنب الوصول إليها عبر ما ذكرناه من علاجات وذلك كي نبني أسرنا في بيئة صحية نفسياً.
اترك تعليقا