انتشر مؤخراً بين أبناء الجيل الحديث نوع جديد من الارتباط يعرف باسم الزواج المدني، هذا الزواج الذي يمكن أن يتم دون وجود أي رقابة دينية أو وصاية من الأهل.
لذلك نجد بعض الدول ترفض هذا الزواج و بعضها الآخر يحلله فيما يسن البعض الآخر بعض التشريعات المتعلقة به بما يتناسب مع معتقداتها.
لنتعرف أكثر في هذا المقال على الزواج المدني والفرق بينه و بين الزواج الديني.
ماذا يعني الزواج المدني:
يعتبر الزواج بشكل عام هو الرابط المقدس بين الرجل و المرأة في جميع المجتمعات مهما كانت عقيدتها، لذلك يعرف الزواج المدني بأنه عقد الزواج بين الرجل والمرأة وفق القانون المدني.
أي دون وجود قواعد دينية ناظمة لهذا الزواج مثل موافقة الأهل أو أن يكون الزوجين من نفس الدين كما ينظر للنزاع القائم في هذا الزواج أو حالات الطلاق في المحاكم المدنية للدولة و ليس في المحاكم الشرعية.
يعتبر الزواج المدني خطوة نحو إلغاء الاختلافات الدينية أو العرقية أو المذهبية بين الزوجين إذ يقوم هذا الزواج على رغبة الطرفين أو موافقتهما مع وجود الشهود و عقد الزواج في المحكمة المدنية.
حيث يتضمن العقد كافة الشروط التي يتفق عليها الطرفان فيما بينهما و مثل أي عقد تستوجب المخالفة لأي واحد من الشروط التعويض بحسب قانون الدولة المسجل فيها الزواج.
الفرق بين الزواج المدني و الزواج الشرعي أو الديني:
إن جوهر الزواج بين الرجل و المرأة هو واحد يقوم على الحب و الاحترام المتبادل بينهما، بينما يختلف الأمر بالنسبة للمحاكم و عقود الزواج إذ يوجد بعض الفروقات الأساسية بين الزواج المدني و الزواج الديني الذي يقوم على تشريعات الدين، نذكر من هذه الاختلافات:
القواعد الناظمة للزواج:
يخضع الزواج المدني في العقد المبرم إلى شروط أو قواعد يضعها الطرفين بالاتفاق بينهما بما يتناسب مع معتقداتهما أو أفكارهما.
بينما يخضع الزواج الديني إلى الشريعة الدينية التي يتم الزواج فيها و التي تنص على مجموعة تشريعات للزواج لا يمكن الإخلال بها او تجاهلها.
المرجعية:
في الزواج الديني دائماً ما يعود النهي في نزاع ما أو القرار إلى التشريعات الدينية التي تنص عليها ديانة الزوجين، و في حال الخلاف يتم اللجوء إلى المحاكم الشرعية الدينية.
أما في الزواج المدني فتكون المرجعية في إقامة أو إنهاء الزواج إلى المحكمة المدنية الموجود في الدولة
اختلاف دين الزوجين:
تعتبر هذه النقطة مشكلة أو خلاف في الزواج الديني حيث تختلف عادات الزواج أو إجراءاته في كل دين من الأديان، حيث يعتبر الزواج الديني من رجل أو امرأة من دين مغاير أمر يحتاج إلى البت به لإقامة زواج ديني.
بينما يكون الأمر مختلف في الزواج المدني فهو لا ينظر إلى دين أو عرق و تكون إجراءات الزواج في المحكمة هي نفسها دون الحاجة إلى معرفة دين الطرفين.
المحظورات:
هنا يمكن القول أنه لا يوجد محظورات في الزواج المدني، فكما ذكرنا سابقاً هو لا يأخذ بعين الاعتبار الدين أو الطائفة أو العرق بل يقوم على رضا الطرفين.
بينما يحظر الزواج في بعض الأديان الطلاق كالدين المسيحي، كما يحظر الزواج الديني في بعض الأديان الزواج من غير دين أو طائفة لأن ذلك مخالف للشريعة كالدين الإسلامي.
الخلافات أو إنهاء الزواج:
هنا نعود إلى نقطة المحاكم المدنية و المحاكم الشرعية، إذ يتجه الطرفان إلى المحاكم الشرعية في الزواج الديني لحل الخلافات أو عند الرغبة بالطلاق و إنهاء الزواج، بينما يتم التوجه إلى المحكمة المدنية للدولة في الزواج المدني لإنهاء عقد الزواج.
كما توجد بعض الحالات في الزواج الديني التي لا يمكن فيها إنهاء الزواج مهما كانت الأسباب بينما يعتبر الطلاق أمراً عاياً لا يخضع لأي قيود في الزواج المدني.
الزواج المدني في مختلف الدول:
انقسمت الدول في العالم إلى طرفين تجاه حالة الزواج المدني القسم الأول هو الدول التي تقر بالزواج المدني على أنه الزواج الأساسي من ثم يكون الزواج الديني من أجل المراسم او الاعتراف الديني بالزواج هذه الدول هي في الغالب الدول الأوروبية و دول الأمريكيتين.
و القسم الآخر هو الدول التي تعترف بالزواج الديني فقط و لا توافق الزواج المدني و هي دول الشرق الأوسط بما فيها الدول العربية.
يمكن أن تحصل بعض الاستثناءات في الدول التي تعتبر الزواج الديني هو الأساسي لتوافق على الزواج المدني مثل حالة الزواج من دولة أخرى.
هذه الحالة التي بدأت تنتشر مع انتشار مواقع التعارف على الإنترنت وكان النصيب الأكبر من هذه الحالات يرجع إلى موقع مِزواج الذي يعتبر موقع تعارف بدون تسجيل و هو من المواقع الأكثر أماناً و جدية في حالات التعارف في العالم العربي.
في الختام يمكن الاستنتاج أن الزواج المدني يمكن أن يكون الطريقة الأصح للزواج فهو يقدس جميع أركان الزواج بموجب القانون، كما يضمن للطرفين حقوقهما بشكل عادل دون النظر إلى الدين او الجنس أو المذهب.
اترك تعليقا