العلاقة بين شعور الحب والغضب

العلاقة بين شعور الحب والغضب

إنّ الغضب قائم على شعور ، فعندما ي الشخص يشعر ب على ، وهذه الغيرة تولد شعور داخلي بالغضب، هناك بعض الأشخاص يكبتون هذه المشاعر ويخفونها خلف ابتسامة باردة، إلا أن البعض الآخر يعبر عن الغضب بالصوت العالي والنقاش الحاد.

الغضب من الشعور بالحب

نحن البشر في جوهرنا تكمن الحساسية المفرطة ونحن نحتاج إلى الحب سواء بمنحه أو بتلقيه من الحبيب، لذا فإنّ الحرمان من الحب من الممكن أن يؤدي إلى مرض نفسي أو مرض عضوي، ومن الممكن أن تؤدي للموت وذلك عند الأشخاص مرهفي الإحساس وشديدي التأثر.

كما أنه وفي حال جرح المشاعر في وقت مبكر يخاف الشخص أن يتم الخوض في تجربة حب جديد خوفاً من الجرح مرة أخرى، وفي هذه الحالة ينمو في داخل الشخص نوع من الرفض لأي حب جديدة وهذا الرفض يولد الغضب.

إنّ بين الحب والغضب هي علاقة وثيقة ومرتبطين ببعضهما البعض، فالغضب قائم على تجنب الشخص للشعور بالألم، إلا أنه وفي حالة الحب يزداد الشعور بالألم وبالتالي يزداد الشعور بالغضب، رغبة من الأشخاص بحماية من يحبون وتجنبهم الشعور بالألم.

كذلك هناك معتقدات خاطئة عن شعور الغضب فمثلاً يعتقد الشريك أنه سيخسر حب الطرف الآخر في حال إظهار مشاعره، وأنه سيؤذيه بالغضب.

كما يخاف من نتيجة التعبير عن الغضب إما بالصراخ أو البكاء المستمر، وهذه المعتقدات مجتمعة تجعل التعايش مع المشاعر أمر صعب.

كذلك تقلل من قدرة الشخص وقوته ويعود السبب في ذلك إلى أنّ كبت الغضب يمكن أن يؤدي إلى كبت الخوف والمزيد من الألم، ويجعل الشفاء من الغضب أمراً صعباً لأنه يعيق الشعور بالحب والذي يعتبر مصدر الشفاء النابع من الذات.

إنّ الغضب يتولد وبشكل مباشر من ثلاثة مشاعر أساسية هي الخوف والألم والحب، وعندما يتم فصل الغضب عن أي من المشاعر الأخرى فيكون ضاراً إلا أنه عندما يرتبط بالحب يصبح إجراءً شجاعاً.

الجميع يرغب في العمل على التخلص من مشاعر الغضب ويتمنون ألا يشعروا به، إلا أنه وحسب الدراسات التي تم إجراءها على العديد من مرتادي العيادات النفسية (ممن لديهم مشاعر غضب ويريدون التخلص منها)

وجدت تلك الدراسات أن شعور الغضب له فوائد ويجب على الشخص تقبله والتعايش معه، لذلك قام المعالجين النفسيين وبدلاً من إعطاء المرضى وسائل للتخلص من الغضب، قاموا بإعطائهم طرق للتعبير عنه بصورة صحيحة.

شعور الحب يعمل على إيقاظ المشاعر

عندما يحب الشخص فإنه يسترجع المشاعر السابقة وال الفاشلة في حياته من خلال:

استعادة الذكريات المؤلمة

إنّ التفكير بالماضي يكون مفيد إذا كانت ذكريات جميلة ورومانسية أما في حال كانت تلك الذكريات مؤلمة فإن تذكر الماضي واستحضاره والتفاعل معه يكون ضار.

كما أنّ التفكير في المشاكل وتضخيمها يزيد من شعور الغضب، فربما يتذكر الشخص حادثة حدثت في الماضي وانتهت وتلك الحادثة كانت مع رئيسه في العمل فتلك الذكرى تجعله يتذكر الموقف مراراً وتكراراً، وفي كل مرة يتخيل المناقشة يغضب الشخص بسبب شيء قاله.

هذه الذكرى تحديداً كفيلة بإعادة الشخص إلى كل الأحداث الماضية والتي يكون بينها شعوره سلبياً ويغضب لأنه لم يتصرف بل اللازم.

ويتذكر كل النقد الذي تعرض له ويزيد غضبه بشكل أكبر عندما يتذكر علاقات الحب الفاشلة التي مر بها وأنه كان يجب أن يتصرف كذا وكذا.

لماذا يتذكر الإنسان الماضي؟

إنّ الإفراط في التفكير مشكلة شائعة ومعظم الناس يواجهون مشكلة في ذلك من وقت لآخر، إلا أن التفكير بالذكريات المؤلمة أمر غير صحي على الإطلاق سواء صحياً أو نفسياً.

لأن الاستغراق في ذلك يؤدي إلى الشعور بلوم الذات وبالتالي الغضب من الحب في حال تذكر علاقة حب فاشلة، وعدم القدرة على الدخول في علاقة جديدة والغضب بمجرد الإنجذاب أو الشعور بالحب تجاه شخص ما.

في الختام : إنّ العلاقة بين شعور الحب والغضب علاقة وثيقة ولا بد من كسر الحلقة المفرغة التي يمر بها الشخص والتخلص من التفكير السلبي والخوف من الخوض في أي علاقة حب جديدة خوفاً من تكرار نفس المشاكل ونفس الخيبات التي حدثت معه في السابقة (الفاشلة).

المزيد من القراءة

Post navigation

اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *