العنف الزوجي هو أحد المشكلات الاجتماعية السائدة في مجتمعنا ومعظم حالات العنف تمارس ضد المرأة لأنها بنظر زوجها والأسرة والمجتمع كائن ضعيف يمكن التحكم به.
هذا الموضوع متشعب جداً لذلك سنحاول في مقالنا أن نستعرض الخطوط العريضة ونضيء على هذه المشكلة بشكل أكبر.
ما هو العنف الزوجي؟
يمكننا تعريف العنف بأنه أي سلوك يمارس ضد المرأة ويسبب لها الأذى، كما يعد تهديد ووسيلة لحرمان المرأة من حقوقها والحد من حريتها سواء داخل منزلها أو خارجه.
أشكال العنف الزوجي:
هناك أنواع عديدة للعنف الزوجي الذي يمارس ضد المرأة ولا يمكن تبرير أي منها فالعنف بكافة أشكاله جريمة يعاقب عليها القانون ومن هذه الأشكال:
العنف الجسدي:
أكثر أنواع العنف شيوعاً وهو أي ممارسة للقوة الجسدية سواء كان ضرباً بالأرجل أو الأيدي أو باستخدام أداة تعرضها للأذى ومن الممكن أن يكون صفعاً أو غيره من الوسائل.
العنف اللفظي:
أيضاً هو من الأنواع الشائعة جداً في مجتمعنا العربي وأكثرها تأثيراً على الصحة النفسية للمرأة، حيث يقوم الزوج بشتم المرأة بألفاظ بذيئة، السخرية منها أو الصراخ عليها وإحراجها أمام الآخرين.
العنف النفسي:
هذا الشكل مرتبط بالأشكال الأخرى فقد تتعرض المرأة إلى عنف جسدي أو لفظي وتعاني من آثار نفسية كثيرة.
حيث هناك عدة طرق يمارس بها مثل التقليل من قدرات وإمكانات المرأة وإضعاف ثقتها بنفسها مما يؤدي إلى شعورها بالاكتئاب والخوف والقلق.
العنف الاقتصادي:
التحكم بمصروفها وكل ما يتعلق بالأموال حيث يصبح الوصول لها محدوداً.
أسباب ودوافع العنف الزوجي :
يوجد العديد من أسباب العنف ضد المرأة وجميعها تعود إلى دوافع مختلفة منها:
- دوافع اجتماعية: المجتمع العربي وما يحتويه من أعراف وتقاليد دائماً تقوم بتضييق الخناق على المرأة تقليل من فرصها في الحصول على التعليم والعمل.
- دوافع نفسية: يمكن أن يكون الشخص قد تعرض للتعنيف والإيذاء في طفولته، أو مشاهدته للعنف بين والديه كما يمكن أن يكون غياب الأب هو أحد المسببات.
- دوافع اقتصادية: وهي من أهم أسباب العنف الزوجي حيث يعود ذلك إلى ضغوطات الحياة والظروف الاقتصادية الصعبة واستهلاك المرأة الزائد.
آثار العنف الزوجي :
ينجم عن العنف الزوجي آثار عديدة منها:
- إصابات جسدية كالصداع، آلام في الظهر والبطن، اضطرابات في الجهاز الهضمي واعتلال عام بالصحة.
- آثار نفسية حيث تشعر المرأة بالاكتئاب، الإجهاد، اضطرابات في الأكل والنوم ومن الممكن أن يقود إلى الانتحار.
- وهناك آثار اجتماعية كالعزلة، وعدم القدرة على العمل.
العنف الزوجي حَسَبَ الإحصائيات:
تسعى المنظمات العالمية جاهدة للحصول على أرقام دقيقة حول هذه الظاهرة في العالم ومن الأرقام المخيفة أن حوالي 35% من النساء في العالم تعرضن للعنف بأشكاله المختلفة.
حلول للقضاء والحد من العنف الزوجي:
على جميع الدول محاربة العنف الزوجي والقضاء عليه ومن هذه الحلول:
- معاقبة من يمارس العنف الزوجي وذلك وفقاً للقوانين والتشريعات في دول العالم.
- الاهتمام بقطاع التعليم وذلك من أجل توعية الأجيال وتعزيز ثقافتهم وسلوكهم ليتخلص من الممارسات الخاطئة تجاه المرأة.
- دعم المرأة وتدريبها حتى تصبح قادرة على كسب المال والاعتماد على نفسها.
- توعية المجتمع بسلبيات الزواج المبكر والقسري.
- الاستماع إلى تجارب النساء اللواتي قد تعرضن إلى حوادث عنف ومساعدتهن على تخطي ذلك.
- الإبلاغ عند مشاهدة العنف الزوجي بجميع أشكاله.
- أيضاً للأسرة دور كبير في الحد من هذه الظاهرة فالاحترام المتبادل بين الزوجين ومساعدتها بشكل دائم يجعل منهما قدوة حسنة للأبناء.
- تشجيع المرأة على التعلم ومواجهة الصعوبات التي تعترضها.
العنف الزوجي من الظواهر السلبية في المجتمعات التقليدية وعلى الجميع المساعدة في إيجاد حلول وتطبيقها للقضاء عليها او على الأقل الحد منها.
اترك تعليقا