يعتبر الأمان العاطفي عنصر أساسي من عناصر نجاح أي علاقة لاسيما العلاقات العاطفية، غالباً ما يستخدم المختصين في العلاقات الإنسانية هذا المصطلح لوصف مدى ثقة الشركاء ببعضهم البعض.
ما هو الأمان العاطفي؟
يقصد بالأمان العاطفي في العلاقات ذلك الشعور الذي يمنح الفرد الراحة النفسية التي تنبعث من كونه شخص مهم ومحبوب مهماً بدر منه من قبل شريكه.
يعتبر الأمان العاطفي هو المرساة التي تعمل على تثبيت العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة وتكفل استمرارها بصورة صحيحة وبناءة.
أساس الأمان العاطفي:
يمثل الشعور بالأمان العاطفي في العلاقة واحد من أشهر الحاجات التي طرحتها نظرية الإحتياجات الخفية الثمانية، حيث كانت الحاجة إلى الأمان العاطفي في رأس قائمة تلك الإحتياجات.
نظراً لما يوفره ذلك الشعور من تعزيز لثقة الفرد بنفسه وضبط تصرفاته الطائشة، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الآثار الإيجابية الأخرى.
يعتبر الأمان العاطفي أحد أسس خصائص الشخصية الإنسانية الصحية القادرة على التفاعل مع المواقف الحياتية بمستوى عال من الثقة بالنفس والإستقرار.
ما هي الآثار الإيجابية التي يمكن أن يتركها الأمان العاطفي في العلاقات؟
هناك مجموعة من الآثار يمكن لشعور الأمان العاطفي أن يتركها في النفس الإنسانية، من أبرزها:
- يؤثر في صورة كبيرة على العلاقات الإنسانية.
- كذلك تجنب الأخطاء السلوكية التي يمكن أن يقع بها الفرد.
- يمكن الأمان العاطفي الشريكين من القدرة على حل المشاكل التي يواجهنها.
- يمكن أن يساعد الأمان العاطفي الفرد على التخلص من الردود المبالغة فيها في المواقف التي يمكن أن تسبب الغضب والتوتر.
- تقبل الذات وتقبل الآخرين بشكل أكبر.
- تجاهل أخطاء الماضي وتجنبها.
- التفاعل الإيجابي مع الحياة بحلولها ومرها.
صفات الأفراد الذين يتمتعون بالأمان العاطفي :
هناك مجموعة من المواصفات والخصائص ينفرد بها الأشخاص الذين يتمتعون بشعور الأمان العاطفي في علاقاتهم، نذكر من أبرزها ما يلي:
- غالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص قادرين على تقديم المساعدة في الأوقات التي يكون بها الأفراد بحاجة لذلك.
- تلتمس تلك الفئة الأعذار للأشخاص المقربين منهم.
- يتصفون بالتعامل العفوي مع الأمور.
- إيجابيون وقادرون على التفاؤل مهما كان الوضع سيئاً.
- لا يتصيدون أخطاء الآخرين.
- متقبلين للآخرين في جميع حالاتهم.
- تنشغل تلك الفئة بصورة مستمرة بتطوير مهاراتها وإنتاج أفضل نسخة منها.
الأمان العاطفي والعلاقات الزوجية:
يعتبر الأمان العاطفي أحد الأسس التي تقوم عليها العلاقة الزوجية السوية، لا سيما بالنسبة للنساء.
فحصول المرأة والرجل على ما يحتاجونه من أمان عاطفي في تلك العلاقة، يمكن أن يؤدي إلى:
- زيادة التقارب بين الزوجين.
- قلة المشاكل.
- يتمتع كل منهما بصحة نفسية جيدة.
- الوصول إلى نقاط تفاهم مشتركة.
- ارتفاع مستوى التشاور بينهم في الأمور التي تخص العلاقة.
- تسود الأجواء الإيجابية الخالية من التوتر والحقد في المنزل.
- حدوث نزاعات على أتفه الأسباب وبلا مبرر واضح.
أما في حال كان أحد الزوجين أو كلاهما يفتقد للأمان العاطفي في العلاقة، فيمكن لذلك أن يؤدي إلى:
- ارتفاع حدة المشاكل.
- اختلاق الأسباب للصراخ واتهام الآخر.
- حدوث نفور بينهما.
- يسود البيت جو سلبي.
- يمكن لفقد الأمان العاطفي بين الزوجين أن يؤدي إلى إحباط أحدهما أو كلاهما.
- فقد الثقة بالنفس.
- الإنعزال وابتعاد أحدهما عن الآخر.
- انخفاض الثقة بينهما.
في نهاية هذا المقال الذي تناول الحديث عن الأمان العاطفي في العلاقات، نرى بأن نجاح العلاقة يمكن أن يعتمد بصورة أساسية على مستوى الأمان العاطفي الموجود فيها فكلما زاد ذلك الشعور كلما ارتفعت نسبة نجاحها وعلى العكس كلما انخفض الأمان انخفضت نسبة نجاحها.
اترك تعليقا