تقبل الطرف الآخر بعيوبه هو فن يجب على الجميع تعلمه وإدراك أهميته لأن التغيير صعب وغير ممكن في معظم الأوقات.
وقد يكون تقبل الطرف الآخر هو المفتاح لعلاقة سعيدة وناجحة فما هو التقبل؟ وكيف نعبر عنه هو موضوع هذا المقال.
ما هو تقبل الطرف الآخر؟
تقبل الآخر هو الاحترام والتقدير لأفكاره وتصرفاته وآرائه وينبع هذا التقدير من تقدير الشخص لذاته ثم عكس ذلك على الشريك.
فكما يرغب الشخص أن يتقبل الشريك اختلافه برحابة صدر عليه بالمقابل أن يتقبل الطرف الآخر، ويجب تصحيح هذه الفكرة لدى الأشخاص.
لأن بعض الناس يعتقدون بأن قبول الآخر هو الذوبان والتماهي معه مما يؤدي إلى فقدان الانتماء لنفسه وإيثار الآخر على نفسه في معظم الأحيان وهو مفهوم محدود.
قبول الاختلاف:
هناك مفهوم شائع بأن الاختلاف بين الطرفين هو مصدر جذب وبالفعل نرى العديد من العلاقات يكون فيها الشريكان مختلفان ولكنها علاقات ناجحة وسعيدة لماذا؟!
بالتأكيد التقبل هو الراعي لهذه العلاقة ووجود الحب هو الذي يجعل من التقبل أمراً ضرورياً وبه يتجاوز الطرفان الاختلافات الموجودة.
أيضاً يجب أن يفهم كلا الطرفين بأن الكمال لله وحده ولا يوجد شخص تكون جميع صفاته جيدة، والجميع لديه محاسن وعيوب.
فالاختلاف يجعل من الطرفين متكاملين ومتممات للأجزاء الناقصة الموجودة في كل منهما مثل لغز تم تركيب قطعته المفقودة واكتمل.
تقبل الطرف الآخر عنوان الزواج الناجح:
يخلق أرضية مشتركة:
قبول الشريك هو احترام الآخر دون قولبته وجعله نسخة منك واحترام آرائه وأفكاره مما يوصل إلى أرضية مشتركة يتم من خلالها حل المشكلات التي يتعرضان لها.
وعلى الأزواج الانفتاح على الطرف الآخر منذ المراحل الأولى من أجل زواج سعيد وناجح.
يجعلنا نتفهم رغبات الشريك:
لا يقتصر قبول الطرف الآخر على الأفكار بل العادات وبما أن الزواج حياة مشتركة يجب أن يتم التفاهم واعتماد الأسلوب لطيف والصبر من أجل اقناع الآخر بضرورة تغيير إحدى العادات غير الملائمة.
لذلك على الطرفين احترام رغبات بعضهما دون الإصرار على التغيير ومحاولة التأقلم مع الاختلاف لأن الحياة مشتركة وتتطلب تضحيات وتنازلات.
يبعدنا عن الذم والانتقاد الجارح:
الانتقاد بشكل دائم لتصرفات الشريك يجعله يشعر بعدم رغبة الطرف الآخر به، لذا ينصح الخبراء بتوجيه الرسائل غير المباشرة واستخدام الكلام اللطيف من أجل حث الشريك على تصحيح تصرفاته.
يساعد في حل المشكلات:
لكل منا أسلوبه في الحياة ومعالجة المشكلات فالبعض يكون هادئ وحكيم والآخر شديد الغضب والعصبية، والبعض منا رومانسي حالم والآخر واقعي.
لكن هذا لا يمنع التغاضي عن بعض الأمور إرضاءً للطرف الآخر فمثلاً باستطاعة الزوج إرسال باقة ورود لزوجته تعبيراً عن حبه.
كما بإمكان الزوجة عند عودة الزوج أن تحضر له عشاءً لذيذاً ينسيه تعب اليوم ويشعره باهتمامها.
مراحل تقبل الطرف الآخر :
التقبل لا يأتي فوراً بل بالتدريب والتدريج ويمر بعدة مراحل أبرزها:
- في البداية ينكر الشخص الاختلاف ويتعصب لآرائه ويرغب بتغيير الطرف الآخر وقولبته بالشكل الذي يريده.
- محاولة عدم الاعتراف بوجود الآخر والابتعاد عنه والانشغال بأمور الحياة اليومية من أجل تجنب مواجهة هذا الاختلاف.
- اعتبار الطرف الآخر مخطئ دائماً وتتسم هذه المرحلة بالتوتر الدائم وتحوي جدالات عقيمة لا نرى نتائجها.
- عندما يرى الأسلوب غير مجدي يحاول البدء بالتعود والتأقلم مع تصرفات وعادات الشريك .
- يبدأ بتفهم الطرف الآخر ووجهة نظره ويشعر بضرورة الاستماع له وإعطائه المساحة للتعبير عن آرائه.
- التركيز على الإيجابيات الموجودة لديه والاقتناع بأنه شريك مناسب وشخص يعتمد عليه.
- التفاهم على أساسيات الحياة وترك مساحة لكلا الطرفين للتعبير عن آرائهما دون انتقادات جارحة.
ضرورة تقبل الطرف الآخر:
من الضروري قبول الآخر خصوصاً بوجود الحب فهو أحد أساسيات العلاقة الذي يجعلنا نغض الطرف عن بعض العيوب.
كما أن الاهتمام بآراء وأفكار الشريك يشعره بدوره في حياتك وبأنه مرغوب ومحبوب.
أيضاً الاستماع له وتبادل أطراف الحديث وبحث الأمور العالقة بينكما وتفهم وجهة نظره.
يمكننا القول في نهاية المقال بأن تقبل الطرف الآخر له أثر السحر على العلاقات العاطفية وهو أمر أساسي وضروري من أجل علاقة صحية.
اترك تعليقا