زواج المسيار أحد عقود الزواج المنتشرة والمتعارف عليها فهو يتضمن كافة شروط عقد الزواج، وقد يلجأ إليه الكثيرين وخصوصا مسيار اون لاين.
ما هو الزواج المسيار؟ وما هو الاختلاف بينه وبين الزواج العرفي أو عقد الزواج الصحيح؟ وما هي أسبابه؟ سنوضح الإجابات عن هذه التساؤلات خلال هذا المقال.
ما المقصود بزواج المسيار :
زواج المسيار هو أن يعقد الرجل المسلم الزواج على المرأة عقد شرعي مستوفي جميع الأركان والشروط من حيث القبول، ورضا الولي، الشهود.
لكن الاختلاف عن عقد الزواج الصحيح هو تنازل المرأة عن بعض حقوقها كالسكن أو النفقة أو المبيت.
زواج المسيار منتشر في الدول العربية وبعض الدول الإسلامية، وقد كثر النقاش حوله أو انتقاده والتشكيك في صحته وإباحته فهناك من العلماء من حلله وهناك من منعه.
الفرق بين الزواج المسيار والزواج العرفي:
قد لا نجد الكثير من الاختلاف بين هذين النوعين من الزواج ولكن النقطة الجوهرية هي ضمان حقوق المرأة، ومن أبرز هذه الفروق:
التوثيق في الدوائر الحكومية:
زواج المسيار يوثق في الدوائر الحكومية فهو عقد زواج مستوفي جميع الشروط بين الطرفين.
أما الزواج العرفي فله نوعان أحدهما هو اتفاق بين الطرفين لا يكتب في وثيقة رسمية يقوم بها المأذون ولا يتم إشهاره بل يبقى سراً ومن الممكن أن يتم بلا أوراق.
ولأنه غير مستوف لشروط الزواج فلا يترتب عليه أي نفقة أو حقوق شرعية للزوجة لدى الزوج ولا يوثق بالدوائر الحكومية.
حق النفقة والمبيت:
الزواج العرفي المستكمل للأركان (الإيجاب والقبول، الشهود، رضا ولي الأمر وتحديد المهر) تترتب عليه جميع الآثار الشرعية للمرأة وحقوقها بما فيها حق النفقة والمبيت لأنه زواج صحيح لكنه غير موثق بالدوائر الرسمية.
أما في الزواج المسيار يتفق على تنازل الزوجة عن حقوقها مثل حق النفقة أو المبيت(السكن).
أسباب ظهور زواج المسيار :
يوجد العديد من الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النوع من الزواج ولكن قد لا تقنع الكثيرين منها:
- ارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات وعزوف الكثير من الشباب عن الزواج بسبب أوضاعهم المادية السيئة وارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور.
- كثرة حالات الطلاق في مجتمعنا في سن صغير وفي مثل هذه الأحوال توافق بعض النساء أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة وتتنازل أيضاً عن بعض حقوقها.
- الظروف الأسرية: فقد تحتاج بعض النساء للبقاء في بيت أهلها من أجل رعايتهم لأنها قد تكون الراعية الوحيدة لهم.
- ومن الممكن أن تكون الزوجة مصابة بإعاقة ولا يرغب الأهل بتحميل الزوج هذا العبء لكنه يبقى على اتصال دائم معها.
- قد تكون مطلقة ولديها أطفال فلا تستطيع تركهم أو الانتقال بهم والذهاب إلى بيت زوجها.
- قد يكون العقد حماية لبعض النساء المحتاجات لذلك.
- وجود مشاكل زوجية ورغبة الزوج بالتنوع دون أن يؤثر ذلك على زوجته الأولى وأطفاله.
- الخوف من إظهار الزواج الثاني أمام الزوجة الأولى وما سيترتب عليه من هدم وفساد للعلاقة بينهما.
- أيضاً السفر أحد الأسباب المهمة فقد يحتاج الرجل للزواج المسيار عند سفره إلى بلد آخر وإقامته به لفترات طويلة.
زواج المسيار بين التحليل والتحريم:
اختلف العلماء في صحة هذا الزواج ومن أبرز الشيوخ الذين منعوه هو الشيخ الألباني وذلك لسببين:
- المقصود من الزواج هو السكن وذلك في قوله تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها} وهذا الزواج لا يتحقق فيه هذا الأمر.
- قد يرزق الزوجان بأطفال وبسبب البعد وقلة وجود الزوج سيؤثر سلباً على الأطفال وعلى تربيتهم.
وقد أباح البعض هذا الزواج لأصناف معينة من الرجال والنساء نتيجة ظروفهم.
في الختام نجد أن زواج المسيار انتشر بطريقة غير صحيحة دون وجود أي أسباب أو مبررات مقنعة واستغل من قبل بعض ضعاف الدين.
اترك تعليقا