إنّ نجاح علاقة الحب عن بعد بمثابة تحدي للكثير من الأشخاص ينجح فيه البعض بينما يفشل البعض الآخر، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها انعدام التواصل على أرض الواقع.
وسنتطرق في مقالنا هذا إلى أبرز المشاكل التي تعترض علاقة الحب عن بعد مع تقديم نصائح من قبل الخبراء لتجاوز تلك المشكلات.
أسباب فشل علاقة الحب عن بعد
إنّ علاقة الحب عن بعد تعترضها العديد من المشاكل ونذكر منها :
الصورة المزيفة
مع التطور الكبير للتكنولوجيا ووسائل التواصل، أصبحت مكالمات الفيديو منتشرة وبشكل كبير من خلال العديد من التطبيقات المختلفة والمجانية وبكل سهولة، ولكن كما يقول المثل الدارج (بعيد عن العين…بعيد عن القلب).
فلا يستطيع الشخص أن يشعر بالطرف الآخر ما لم يكون هناك تفاعل مباشر وقريب، لذلك فمن غير الممكن أن يعرف أحد الطرفين الآخر عبر محادثات الفيديو مهما طالت المدة فهو وبكل بساطة يتواصل فقط عبر الألياف البصرية.
ويطلق كل من طرفي العلاقة سيل من الأسئلة منها هل هذه الصورة الحقيقية أم أنها معدلة بواسطة أحد فلاتر محادثات الفيديو؟ ولا يستطيعان الإجابة عن تلك الأسئلة إلا عند اللقاء القريب.
سقف التوقعات
إنّ أكبر مخاطر الحب عن بعد هو رفع سقف التوقعات الكبير ويعود السبب في ذلك إلى الوعود الجميلة التي يطلقها كلا الطرفين، وهذه الوعود في أغلبها مجرد كلام بلا ضمانات أو أساس، وهذا الأمر يؤدي إلى خيبة أمل قوية.
هل الفشل حتمي؟
لا يمكن الوصول إلى نتيجة مفادها بأن الفشل للحب عن بعد هو حتمي وذلك لأن التعميم مرفوض، إلا أنه يوجد استثناءات يمكن تؤدي إلى تكليل العلاقة بالنجاح والزواج وتكوين أسرة صحية وسليمة وبالتالي تتحول العلاقة إلى واقع ملموس.
علاقات وهمية
إنّ الفئة المستهدفة في العلاقات الوهمية هي المراهقين وذلك بسبب التواصل مع أشخاص يقومون بانتحال صفات معينة ولا يكشفون عن شخصياتهم الحقيقية وبالتالي يتم إستغلال المراهقين أبشع إستغلال مثل الاستغلال الجنسي أو التعرض للإختطاف أو تجارة الأعضاء وغيرها.
لذا، وجب على الأهل تطبيق رقابة صارمة على المراهقين في استخدامهم للإنترنت، وبخاصة ومع تطور الجرائم الإلكترونية عبر الإنترنت، التي من الممكن للأطفال الوقوع بها، وبخاصة في حال غياب الوالدين وعدم التوعية الكافية لأبنائهم.
أهم النصائح لتجاوز المشاكل التي تعترض علاقة الحب عن بعد
بعد أن وضحنا مكامن الخلل في علاقة الحب عن بعد نأتي لأهم النصائح التي تساعد طرفي العلاقة على تجاوز تلك المشاكل والتي تشمل ما يلي:
- من خلال إجراء مكالمات الفيديو والتي تعتبر هامة جداً ويجب استبدال الرسائل النصية بها حيث أن الرسائل النصية لا توصل الفكرة والتعبير الصحيح بل يمكن لها أن تضيع الكثير من التفاصيل، لذلك لا بد للطرفين تخصيص وقت ولو كان بشكل أسبوعي كي يران بعضهما ويسمعان صوتيهما خلال المكالمة فهذا يعزز العلاقة بشكل أكبر.
- الحرص على إجراء محادثات صباحية وليلية، بحيث يجب أن يبدأ النهار بحديث لطيف ورومانسي مع الحبيب، كذلك يجب إنهاء اليوم بحديث قبل النوم يملؤه الحب والاهتمام وهذه المحادثات كفيلة بإبقاء شعلة الحب متوهجة بين الطرفين، كما أنها تعتبر طريقة تلغي المسافات فيشعر الطرفان بالقرب الروحي والعاطفي.
حيث أنه ووفقاً لدراسات نفسية تم إجراءها على الأشخاص البعيدين عن أحبائهم إن أول الفترتين في الصباح والمساء هما أكثر فترتين يشعر بهما المرء بالوحدة، لذلك يجب الحرص على عدم تجاهل تلك الأوقات وتذكر الحبيب إما بمكالمة قصيرة أو برسالة لطيفة.
- التخطيط للقاءات بشكل دوري ومنتظم إلا أنه قد يصعب هذا الأمر خاصة إذا بعدت المسافات كثيراً بين الطرفين، إلا أنه من الضروري جداً إيجاد الوقت للقاء على الأقل مرة كل ثلاثة أشهر.
- زيارة الحبيب في المكان الذي يقيم فيه وفي هذه الحالة يتطلب الأمر مجهود وتكلفة مادية عالية ولكن هذه الخطوة تعتبر فكرة رائعة لتعزيز العلاقة من جهة وللتعرف على محيط الطرف الآخر والحياة التي يعيشها والأماكن التي يقصدها من جهة أخرى.
- الدعم والتعبير عن الحب والاهتمام.
- إعتماد عنصر المفاجأة مثل تقديم الهدايا أو التخطيط لرحلة معينة.
في الختام: قد تكون المسافة تحدياً كبيراً في وجه علاقة الحب عن بعد إلا أنه يمكن تجاوز هذه المشكلة في حال عرف الطرفين كيفية التصرف مع بذل مجهود بسيط والكثير من الحب والإهتمام.
اترك تعليقا