إنّ الإنسان كائن اجتماعي ويحب أن يخوض في علاقات داعمة له ولا سيما الدعم العاطفي من قبل شريك حياته الذي بدوره يكون سند له ويتجلى ذلك بشكل خاص في العلاقات الزوجية.
كما ينعكس الإستقرار في الحياة الزوجية للإنسان على نفسيته، كلما كان الإنسان مستقر عاطفياً ازدهر وأشرق، بينما يشعر بالألم والإستياء والغضب في حال عدم استقراره العاطفي.
دور الانسجام في العلاقات الزوجية:
إنّ الإنسجام في العلاقة الزوجية تمنح كل من الذكر والأنثى طاقة كي يؤدوا دورهم في هذه الحياة.
يؤدي اللإنسجام في العلاقة الزوجية إلى قتل روح الحياة والإنغلاق وشعور كلاً من الشريكين بالموت البطيء.
كما يؤدي إلى استنزاف الطاقة العاطفية والنفسية لكلا الطرفين فيشعران بأنها عبارة عن كائنين يتنفسان فقط بدون أي شعور.
ويمكن تلخيص دور الإنسجام في العلاقات الزوجية من خلال النقاط التالية:
- يزيد الشعور بالاهتمام والدعم والتقدير، وهذا الأمر ينعكس على الزوجين ويقلل الإصابة بالأمراض النفسية، حيث أثبتت العديد من الدراسات أنّ العزلة والوحدة بدون وجود شريك عاطفي تزيد الأمراض الجسدية والنفسية.
- يعمل على تنشئة جيل من الأبناء لا يعانون من أي أمراض نفسية كونهم نشأوا في ظل أسرة متوازنة نفسياً، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي عليهم وعلى صحتهم النفسية ويجعلهم في حالة رضا تام عن حياتهم.
أهم الخطوات لتحقيق الانسجام في العلاقات الزوجية:
هناك العديد من الخطوات التي يمكن إتباعها من قبل الزوجين لتحقيق الإنسجام في العلاقة نذكر منها:
سعي كل طرف لاكتشاف الطرف الآخر
نظراً لاختلاف الظروف والبيئة التي نشأ فيها كل من الزوجة والزوج فهذا الأمر يؤثر بطبيعة الحال على خلق سلوك وأذواق مختلفة لدى كل منهما.
لذلك كان لا بد لكل طرف أن يسعى بكل طاقته لاكتشاف الطرف الآخر وتحقيق التوازن للوصول إلى نتيجة ترضي الطرفين.
العاطفة المشتركة
حيث يمثل كل من المرأة والرجل شريكان في الرباط المقدس وفي الحياة فهما يتقاسمان الضراء قبل السراء.
يفرحان معاً ويحزنان معاً ولهما مستقبل مشترك وأبناء مشتركون، وبناء على كل ذلك تتثبت أواصر المحبة فيسعى كل منهما إلى إرضاء الآخر.
تصرف الشريكين بأريحية فيما بينهم
عندما يدخل الفرد إلى بيته فعليه أن يتخلص من المراسم والقيود الواجب عليه إتباعها خارج المنزل.
لذلك فإن البيت هو بمثابة ميدان للحرية للتخلص من كل أقنعة الحياة والغوص في الحياة الحميمية الأسرية الخالية من الأقنعة والرسميات.
كلما تصرف الزوجان على طبيعتهما وسجيتهما كلما عزز العلاقة أكثر.
السعي لإرضاء الشريك
وهذا الأمر يسهم في زرع بذور الحب شرط أن يسعى كل من الطرفين لإرضاء الآخر من خلال فعل ما يدخل الرضا والسرور إلى قلب الشريك.
السعي لحل المشاكل المشتركة
إن الزواج نوع من الشراكة والتي تقوم على مشاركة الأهداف والمواقف مع الشريك، كذلك السعي والتضامن والتعاون لحل أي مشكلة يمكن أن تعترض هذه الشراكة.
فمثلاً يجب على الزوج توفير حياة كريمة لزوجته، كما يجب على الزوجة تسيير شؤون المنزل بما يتوافق مع الميزانية المتوفرة وهذا نوع من التضامن مع الزوج.
القناعة في العلاقات الزوجية
وهي أهم عامل من عوامل الإنسجام بين الزوجين، حيث ينضج كل من الزوجين ويتغاضى عن الأمور التافهة والسطحية فتصبح النظرة واقعية أكثر للحياة وبالتالي يصبحان أكثر قناعة من ذي قبل.
التسامح بين الطرفين
الإنسان بطبعه خطّاء وهذا الأمر طبيعي لذلك على الطرفين المسامحة وعدم تذكير الشريك بأخطائه.
الصراحة
وهي مفتاح السعادة في أي علاقة اجتماعية سواء كانت زوجية أو صداقة، وتعتبر الصراحة والإعتراف بالخطأ نوع من أنواع الشجاعة وهذا الأمر يعزز الثقة والاحترام بين الزوجين.
التضامن والتكافل
ويتحقق ذلك بمواجهة الشريكين للصعوبات والأزمات جنباً إلى جنب وبروح عالية من الصبر وهذا الأمر يعزز الطمأنينة لدى الطرفين.
في الختام : إن دور الإنسجام في العلاقات الزوجية قائم على الشعور بالإنتماء والإستقرار والأمان والثقة المتبادلة وكل هذه المقومات تؤدي إلى زيادة التوازن النفسي للزوجين وكذلك أفراد الأسرة.
اترك تعليقا