يعاني العديد من الأشخاص من الشعور بالوحدة العاطفية وهو شعور الإنسان بفراغ كبير داخله وغياب القدرة على التواصل مع الناس، كما يشعر بالإهمال وعدم الانتماء إلى محيط داعم.
بالتأكيد هو شعور إنساني عميق وصعب وينتج عن العديد من الأسباب سنذكرها ضمن المقال بالإضافة إلى كيفية محاربة هذا الشعور.
أعراض الشعور بالوحدة العاطفية:
يظهر على الأشخاص عدة أعراض تبين إحساسهم بالشعور بالوحدة العاطفية ومن هذه الأعراض:
- اليأس والاكتئاب بشكل عام.
- اعتزال الناس ومن الممكن أن يكون الشخص مع عدة أشخاص ولكنه لا يتحدث أو غير موجود ذهنياً.
- القلق الدائم وغياب القدرة على التواصل مع المحيط.
- ملء الوقت بمشاهدة التلفاز واستخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وقضاء الكثير من الوقت على ألعاب الكمبيوتر.
- كما من الممكن أن يلجأ للتسوق أو المقامرة من أجل تعويض شعور الوحدة العاطفية.
- السعي أيضاً لجذب انتباه الآخرين والحصول على تعاطفهم مهما كانت الطريقة حيث من الممكن أن يؤذي نفسه من أجل كسب التعاطف.
أسباب مشاعر الوحدة العاطفية:
هناك عدة أسباب وعوامل تجعل الإنسان يعاني من الوحدة العاطفية أبرزها:
الإهمال في مرحلة الطفولة أو الصدمة:
عانى بعض الأشخاص من الإهمال العاطفي أثناء فترة الطفولة مما جعلهم يجدون صعوبات في تكوين العلاقات والروابط العاطفية والاجتماعية.
حيث أنهم لم يمتلكوا أثناء طفولتهم روابط قوية مع والديهم مما أدى إلى انعدام مشاعر الأمان والحنان وقد يسبب صدمة كبرى بالنسبة لهم.
يمكن الاستدلال على التعرض للإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة من خلال عدة علامات مثل: عدم تقدير الذات، عدم قبول أي مساعدة من الآخرين أو طلب ذلك.
بالإضافة إلى زيادة الحساسية والخوف من الرفض، الخجل الدائم والشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
ويمكن القول بأن الذين خرجوا من تجارب مؤلمة وقاسية هم أكثر عرضة للشعور بالوحدة العاطفية، وهنالك عدة طرق لمواجهة الإهمال العاطفي وتجاوزه:
- عدم وضع الحواجز العاطفية مع الناس سواء كانوا من الأقارب والأصدقاء أو من المجتمع المحيط من أجل زيادة نسبة التفاعل والتواصل مع الآخرين.
- ممارسة الرياضة اليوغا التي تطهر النفس وتعمل على تخفيف التوتر بعد الصدمات وتقليل الاضطرابات.
تعاطي المخدرات:
يسبب تعاطي المواد المخدرة او المخدرات الشعور بالوحدة العاطفية، حيث أنهم عند استخدامها يبتعدون تدريجياً عن المحيطين بهم كالعائلة والأصدقاء.
كما أن المتعاطي للمخدرات يضعها في مقدمة أولوياته فهو لا يهتم لحاجاته الأساسية من الحب والاهتمام وأيضاً يستبدل عائلته وأصدقائه بها.
والإدمان يفقد الشخص القدرة على التركيز والانتباه ويؤثر على إدراكهم.
ظروف الحياة المختلفة:
قد تؤدي ظروف الحياة المختلفة إلى إصابة الأشخاص بوحدة عاطفية مؤقتة أو قصيرة المدى، حيث يرتبط الشعور بالوحدة العاطفية بحدث معين.
ومن هذه الأحداث المؤثرة: طلاق إما الوالدين أو الشخص نفسه، انهيار العلاقات مع الأصدقاء أو العائلة، الانتقال إلى وظيفة جديدة، الانتقال إلى مدينة جديدة.
وتحتاج هذه التغييرات والظروف إلى بعض الوقت للتأقلم معها خصوصاً لدى الأشخاص الغير قادرين على التعامل معها.
كيف يستطيع الأشخاص التغلب على مشاعر الوحدة العاطفية؟
تكوين علاقات متينة وداعمة:
يجب على من يعانون من مشاعر الوحدة العاطفية تقوية علاقاتهم الاجتماعية والصداقات خصوصاً مع الذين يشبهونهم بالاهتمامات والأفكار والهوايات.
التعبير عن المشاعر:
يجب أن يشارك الأشخاص المصابون بالوحدة العاطفية مشاعرهم وأفكارهم مع أشخاص يثقون بهم من العائلة أو التوجه إلى طبيب مختص.
المشاركة في الأعمال التطوعية والإنسانية:
هذه الأعمال تزيد من الاحتكاك والتفاعل مع أشخاص جدد كما ترفع من تقدير الشخص لذاته وتجعله يشعر بإيجابية كبيرة.
الاهتمام بالنفس ورعايتها:
النوم جيداً، ممارسة الرياضة، تناول الأطعمة المغذية والمفيدة، أخذ حمام دافئ، ممارسة اليوغا….
تعد مشاعر الوحدة العاطفية من أصعب ما يمر به الإنسان ويحتاج لتجاوزها الكثير من الاهتمام ودعم المحيط والأهم هو اهتمامه بذاته لذلك وضعنا مجموعة من النصائح لمواجهة هذه المشاعر السلبية نتمنى أن تحقق الفائدة المرجوة.
اترك تعليقا