قد تبدو عبارة متلازمة القلب المكسور مبالغ بها للبعض أو عبارة مجازية للتعبير عن الحزن الشديد، لكن في الواقع هذه المتلازمة هي حالة طبية مسجلة يمكن ان تحمل أسماء مختلفة.
بالإضافة للاسم السابق مثل اعتلال عضلة القلب الإجهادي، اعتلال “تاكوتسيبو” أو متلازمة التضخم القمي، و سنتعرف أكثر في هذا المقال على هذه المتلازمة و أعراضها أيضا أسبابها.
لمحة عن متلازمة القلب المكسور:
هي حالة تتعرض فيها عضلة القلب للضعف بسبب الضغط و الإجهاد من المشاعر السلبية أو التوتر و الانفعالات الشديدة، غالبا ما تكون بسبب التعرض لموقف صادم أو مفاجئ، كما يمكن أن تكون نتيجة لمرض خطير أو عمل جراحي خطير.
تصيب هذه المتلازمة جميع الأشخاص من جميع الأعمار بشكل مفاجئ و غير متوقع لكن تنتشر بين النساء بشكل أكبر كون النساء عاطفيين أكثر من الرجال.
أما كحالة طبية فمتلازمة القلب المنكسر هي تضخم مؤقت في بطين القلب الأيسر مما يعيقه عن ضخ الدَّم بشكل جيد فيما يعمل باقي القلب بانقباضات أكثر قوة لتعويض النقص الناتج عن عمل البطين الأيسر لكن بشكل طبيعي.
الأعراض:
يمكن أن تشبه أعراض متلازمة القلب المكسور أعراض النوبة القلبية إلى حد ما، إلا أن متلازمة القلب المكسور تكون فيها الأعراض أقل شدة.
تتمثل الأعراض ب :
- آلام صدرية
- عدم انتظام ضربات القلب
- ضيق في التنفس
- دوار أو إغماء في بعض الحالات
قد تكون الأعراض الشديدة و الطويلة الأمد إشارة إلى حدوث نوبة قلبية لذلك يفضل الحصول على استشارة طبية و أخذ الامر على محمل الجد.
أسباب متلازمة القلب المكسور:
لم يعرف سبب دقيق لمتلازمة القلب المكسور حتى الآن، لكن يعتقد أن زيادة هرمون الأدرينالين و هو هرمون التوتر بشكل خارج عن المألوف قد تسبب ضرراً مؤقتاً لدى بعض الأشخاص، و يختلف تأثير هذه الزيادة من شخص لآخر فلا يمكن توقع النتيجة المحتملة.
من الوارد أيضا وجود تغير في البنية الطبيعية لعضلة القلب لدى الأشخاص المتأثرين بهذه المتلازمة مثلا ضيق (انضغاط) في شرايين القلب الكبيرة أو الصغيرة.
غالباً ما يسبق حدوث متلازمة القلب المكسور حدث بدني أو عاطفي شديد التأثير يمكن أن يعمل كمحفز لهذه الحالة مثل:
- وفاة أحد الأشخاص المقربين
- العنف المنزلي
- صعوبات مالية شديدة
- تشخيص طبي صعب
- الصدمات المفاجئة السلبية
- العقاقير غير القانونية مثل الكوكايين أو “الميثامفيتامين”
- يمكن أن تساهم بعض الأدوية في الإصابة بهذه المتلازمة من مثل “الإبينفرين” المستخدم في علاج حالات الربو الشديد أو “الليفوثيروكسين” المستخدم لعلاج الغدة الدرقية بالإضافة لعدد من مضادات الاكتئاب و أدوية الأعصاب.
العلاج و الوقاية:
يفضل في العلاج الخضوع للمراقبة و الرعاية في المستشفى مع الالتزام بالوصفة الدوائية المعطاة من قبل الطبيب المختص، يمكن أن تشمل الأدوية العلاجية ما يلي:
- الأدوية المثبطة لأنزيم (ACE) التي تعزز تعافي عضلة القلب.
- مميعات الدَّم للوقاية من السكتات القلبية أو الدماغية، خاصة في حال معاناة الشخص من عدم انتظام في ضربات القلب.
- مضادات القلق الذي تساعد في تخفيف إفراز هرمون التوتر.
يمكن الوقاية من متلازمة القلب المكسور عبر الابتعاد عن مسببات التوتر، كذلك باتخاذ الخطوات المساعدة في تعزيز صحة القلب مع تعزيز الصحة النفسية و محاولة السيطرة على التوتر.
ختاما لا بد من الإشارة أن متلازمة القلب المكسور يمكن أن تؤدي في بعض الحالات النادرة إلى الوفاة لذلك يجب التعامل معها بجدية كما يجب نشر الوعي عن هذه الحالة بين مختلف الفئات.
اترك تعليقا