انتشر في الآونة الأخيرة الكثير من صيغ الزواج المعروفة التي يختلف أهل الدين في شرعيتها، من بين هذه الصيغ كانت صيغة زواج المتعة هذا الزواج الذي يتم بين الرجل و المرأة لفترة مؤقتة و لأسباب مغايرة لما يقوم عليه الزواج العادي من تكوين أسرة أو مقاسمة الحياة مع الطرف الآخر.
لذلك نجد بعض يبغض هذا النوع من الزواج فيما يحلله البعض الآخر.
سنتعرف أكثر في مقالنا على هذا النوع من الزواج، كما سنتعرف على وجهة نظر الدين فيه بالإضافة إلى الآثار القانونية المترتبة عليه.
ما هو زواج المتعة:
يقصد بزواج المتعة أو الزواج المؤقت، العقد الذي يتم بين الرجل و المرأة برضا الطرفين على أساس أن يتم فيه الزواج بمهر محدد مع مدة محددة ينتهي بعدها هذا الزواج دون وجود أي التزامات بعد انتهاء العقد مثل النفقة أو الورثة او أي من أركان الزواج الدائم.
يتم هذا النوع من الزواج بين الطرفين في حال أراد الرجل الاستمتاع بنكاح المرأة دون مخالفة الشريعة أو الدين، فيلجأ إلى الزواج المؤقت الذي يسمح للرجل بالزواج من المرأة لفترة محددة تحل له فيها.
من ثم يتم إنهاء هذا الزواج أيضاً برضا الطرفين دون الإشهار به بين الناس أو حتى الأهل في بعض الحالات حيث يكون فيه الرجل و المرأة بالغان قادران على اتخاذ هذا القرار من تلقاء نفسهما دون الحاجة إلى ولي.
صيغة زواج المتعة و أحكامها:
كما ذكرنا سابقاً أن هذا الزواج يتم بين رجل و امرأة راشدين بالغين، و يمكن أن يتم زواج المتعة دون الحاجة إلى وجود عقد أو حتى شهود فقط عن طريق التلفظ بصيغة زواج المتعة و هي تلفظ المرأة بالجملة التالية: زوجتك نفسي على مهر وقدره (المهر المتفق عليه) لمدة (تحدد المدة بينهما) ويقول الرجل: قبلت.
يشترط عند الزواج المؤقت أن تكون المرأة بالغة راشدة أيضاً فاهمة لمضمون زواج المتعة و مقتنعة به حتى تستطيع تزويج نفسها، أو في حال لم تكن كذلك يجب أخذ موافقة ولي الأمر بالتوكيل ليتمكن من تزويجها.
تتم صيغة زواج المتعه بين المسلم و المسلمة أو يمكن أيضاً أن تتم بين المسلم و الكتابية، لكن تم الحكم من قبل الفقهاء على عدم جواز هذا النوع بين الكتابي و المسلمة.
الفرق بين الزواج الدائم و زواج المتعة:
يوجد مجموعة خصائص يتميز بها زواج المتعة عن الزواج الدائم حيث تناول عدد من الفقهاء هذه الخصائص في الفتاوى التي قدموها، نذكر منها:
لا يشترط وجود جميع أركان الزواج:
في عقد زواج المتعة يوجد شرطان أساسيان هما المهر و المدة، إذا توفرا يعتبر عقد الزواج قائماً. في حين يشترط في صيغة الزواج الدائم وجود جميع أركان الزواج حتى يصبح الزواج شرعياً (المهر- العقد- الشهود- موافقة الولي- النفقة- قسمة المبيت ..إلخ).
في حين لا يجب غياب السلطة الدينية أي يجب أن يقوم رجل الدين أو الوكيل الديني بتزويج الطرفين.
يمكن في زواج المتعة الجمع بين أكثر من أربع زوجات:
في الزواج الديني يتم تحديد عدد الزوجات التي تحل للرجل المسلم بأربع زوجات يتم بين الرجل و المرأة فيها عقد زواج دائم بوجود الشهود.
أما في حالة زواج المتعة يمكن للرجل أن يعقد زواج المتعة دون تحديد عدد زوجات معين فهو في هذه الحالة يقوم بعقد زواج مؤقت منتهي المدة دون تسجيل أو كتابة.
كما يمكن للرجل عقد زواج المتعة في حال كان ملتزماً بزواج دائم و دون أخذ موافقة الزوجة أو حتى علمها.
لا يوجد مدة صحيحة في صيغة زواج المتعة:
تعتبر هذه النقطة إيجابية و سلبية على حد سواء، حيث يمكن أن تكون المدة في زواج المتعة ساعة واحدة.
كما يمكن أن تكون خمسين سنة فلا يوجد مدة صحيحة لهذه الصيغة، كما لا يوجد قيمة محددة للمهر لكن يجب على الرجل تسليمه للمرأة المتمتع بها في بمجرد عقد الصيغة.
يمكن أن يتم غيابياً:
يمكن أن يتم عقد صيغة زواج المتعة عبر الهاتف أو الانترنت، ذلك يعتبر أمراً إيجابياً إذ يفيد في حالات التعارف عبر الإنترنت أو مواقع التعارف التي يبحث فيها الأشخاص عن المتعة أو الزواج.
نوجه القارئ هنا إلى موقع مِزواج الذي يعتبر واحد من أشهر مواقع التعارف على الطريقة الإسلامية و أكثرها أماناً.
حيث يمكن أن يجد فيه عدد كبير من الأعضاء من مختلف أنحاء العالم و مختلف الثقافات ممن يبحثون عن العلاقات الجدية.
الآثار القانونية و الدينية لصيغة زواج المتعة:
قانونياً فإن زواج المتعة هو عقد قائم بين طرفين بالاتفاق، ينتهي بمجرد انتهاء المدة دون الحاجة إلى وجود الطلاق أو الدعاوي القضائية.
و لم يرد في القانون نص يذكر هكذا نوع من الزواج في المحاكم المدنية لكن ثبت القانون على فساد هذه العقود.
أما دينياً فبعض الفقهاء يحللون هذا الزواج و يعتبرونه قائماً منذ أيام الرسول “ص”، أما البعض الآخر يقول أنه كان محللاً ثم تم تحريمه فيما بعد.
في الختام يمكن الاستنتاج أن صيغة زواج المتعة هي واحدة من صيغ الزواج المحللة في الدين لكن التي يمكن أن يبغضها المجتمع لما تحمله من إساءات بحق الزواج الطبيعي أو قدسية الحياة الزوجية.
اترك تعليقا