أصبحت ظاهرة المواعدة عبر الإنترنت ظاهرة طبيعية هذه الأيام بسبب انتشارها وتعدد التطبيقات المخصصة لها، من اسباب انتشارها هو توفير تطبيق تعارف مجاني 100 لكل سكان العالم، ويعتقد الكثيرون أن هذه العلاقات سطحية ومحكوم عليها بالفشل، ويدين الأشخاص الذين يعتمدون على هذه الأساليب للتعرف على الناس الذين يفتقرون إلى الثقة والشجاعة لإقامة علاقات حقيقية من حولهم.
علم النفس لا ينكر عيوب هذه الظاهرة حيث يجد ان من يستخدمها عرضة للتوتر والرهاب الاجتماعي والقلق بشكل عام لكن من ناحية أخرى، أظهرت الأبحاث التي أجرتها جمعية العلوم النفسية أن العلاقات عبر الإنترنت غير محكوم عليها بالفشل ، خاصة في التطبيقات الحديثة التي تحدد خيارات المواعدة بناءً على الخلفية الثقافية والاهتمامات والرأي العام ، وتخلص إلى أن النجاح ممكن على الرغم من التحديات التي تأتي معها وتظهر الدراسة أيضًا أن هناك ثورة في مجال المواعدة عبر الإنترنت في الآونة الأخيرة ، حيث احتضن العديد من المستخدمين هذا المجال بفضل انفتاحه وميزاته الجديدة التي تعمل على التحسين وتعكس جودة تجربة المواعدة الخاصة بهم بطريقة أكثر واقعية ويوفر مصداقية حول هوياتهم الشخصية.
بالنظر إلى أن تطبيقات المواعدة عبر الانترنت فأنها اليوم أصبحت صناعة بمليارات الدولارات، والواقع لا يظهر أنها ستختفي في أي وقت قريب، في الواقع هناك دلائل على أن العقد القادم من المواعدة قد يعتمد على التكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى، ولكن الأمر يتعلق أكثر برومانسية غرفة الدردشة المشابهة للأفلام الرومانسية التي حصلت عليها في أواخر التسعينيات، والتي ستكون مختلفة عن عالم المواعدة اليوم.
تعتقد شركة Maxion أن “ثورة المواعدة لا تزال في مهدها مع ظهور التقنيات الجديدة، والخوارزميات المحسنة، والصور الرمزية، وMetaverse”، مضيفة أنها “سوف تشهد تقدم كبير من تطبيقات المواعدة المتخصصة”.
جيسيكا ألدرسون عضو مؤسس في مثل هذا التطبيقات والمسمى So Syncd. هذا التطبيق مستوحى من مؤشر نمط Myers-Briggs الذي يطابق المستخدمين بناءً على شخصياتهم. تعتقد Alderson أن سوق التطبيقات المتنامي هو سبب تفاؤلها فهو يسهل العثور على الأشخاص المناسبين “. في هذه المرحلة قالت إن “تطبيقات المواعدة تأخذ نهجًا مختلطًا للواقع -بيئة يتم فيها دمج الواقع المادي والمحتوى الرقمي بطريقة تسمح بالتفاعل مع الشخصيات الحقيقية والافتراضية، وهي خطوة فوق الواقع المعزز”.
هذا تنبؤ شائع اليوم حيث تقول راشيل لويد خبيرة العلاقات في “Eharmony” ، وصل موقع “Eharmony” ، وهو موقع مواعدة تم إطلاقه منذ 12 عامًا من “Tinder” والذي بشر بألفية جديدة من المواعدة عبر الإنترنت حيث تخبرنا أنها تتوقع ” استخدام التكنولوجيا الثلاثية الأبعاد في اللقاءات الأولى حيث يمكن للمتواعدين رؤية بعضهم البعض في واقع ثلاثي الأبعاد وسيشعرون أنهم في صحبة بعضهم البعض في الحياة الواقعية”، هذه التكنولوجيا في متناول أيدينا بالفعل ، لذلك ربما يكون الشيء الوحيد الصادم هو عدم استخدامها حتى الآن للمواعدة. كما اشارت لويد “يمكنك أن ترى مدى نجاح هذا النوع من العمل مع جولة ABBA الجديدة” (مجموعة سويدية استخدمت تقنية الواقع المعزز لأداء حفلاتهم الموسيقية).
من وجهة نظر شخصية، اعتقد أن المواعدة عبر الإنترنت يمكن أن تؤدي إلى علاقات جيدة، ولكن من خلال حالات محددة وتوفر بعض الشروط. لا أعتقد أن كل من يلجأ إلى هذه الطريقة يفتقر إلى الثقة أو الجرأة بل أعتقد أن الناس هنا يبحثون في المقام الأول عن الانسجام الفكري وليس الجسدي، مما يزيد من فرصهم في علاقة ناجحة. وإذا لم يصبح الاهتمام الجسدي هو الأساس في الاختيار فإن الاجتماع الفعلي للشخصين يكون أقل من المحتمل أن يسبب نفور، هذا لأن النفور ينشأ غالبًا لأن أحد الطرفين غير راضٍ عن المظهر الجسدي للطرف الآخر، وليس بسبب الاختلافات الفكرية.
اترك تعليقا