مسببات الألم العاطفي

مسببات الألم العاطفي

الأشد فتكاً من الألم الجسدي هو الألم العاطفي، فكثير من الناس يفضلون ألا يتعاملوا مع الألم العاطفي، وإبعاده، والتظاهر أمام الآخرين بالقوة.

كما أن البعض يقوم بتشتيت نفسه عن الشعور الذي يشعر به بسبب الألم العاطفي، ولكن تراكمه داخل الفرد، ومع مرور الوقت سيصبح حينها الشخص فريسة سهلة المنال للأمراض الجسدية والنفسية.

أسباب الألم العاطفي كثيرة، سنتطرق إلى ذكر بعضها ضمن هذا المقال.

الشعور بالذنب سبب للألم العاطفي:

قد يعتقد البعض أن الشعور بالذنب يساعد الفرد، إنما على العكس فشدة الشعور بالذنب يعمل بشكل كبير على جعل الألم العاطفي مستمر.

وذلك لأن هذا الشعور يتطلب المعاناة ، فهو كما نعلم ناتج عن فعل ما للطرف الآخر قد ضره إلى حد معين وتسبب بأذيته.

والحل الأمثل في هذه الحالة هو الاعتذار للطرف الآخر، أما تراكم مشاعر الذنب بلا أي إجراء أو ردة فعل سيتسبب بالكثير من المعاناة العاطفية، لذا علينا تقبل ما حدث في الماضي والتسامح مع الذات لأن ذلك فعل لا يمكن تغييره.

من أسباب الألم العاطفي التعرّض للرفض:

في فترة ال التعرّض للرفض أمر لا بد من حدوثه، أي من الطبيعي جداً أن يحدث، ولكن المرور بمثل هذه التجربة خلال فترة يتسبب بالكثير من الألم العاطفي، فالرفض شعور له تأثير نفسي كبير على الفرد.

لأن له تأثير كبير على التقدير الذاتي ومقدار ثقة الشخص بنفسه، لذا العلاج الأمثل هو قضاء وقت مع أشخاص مين لك يشعرونك بمشاعر الثقة و يغمرونك ب، الذي ستستطيع به التغلب عما تسببه لك شعور الرفض.

كذلك لا بد من المضي قدماً في الحياة وممارسة الأنشطة التي تحبها، وذلك بغرض التخفيف من الشعور بالوحدة التي سببها الرفض.

من مسببات الألم العاطفي الشعور بالوحدة:

لأن الإنسان هو كائن اجتماعي الطبع، لذلك بالتأكيد ستكون الوحدة من مسببات الألم العاطفي، والشعور بالوحدة يزداد بشكل كبير عند التعرض للانفصال عن الآخر، الذي بدوره يثير مشاعر الإحباط.

لذلك من المهم جداً أن يحيط الشخص المحبط في هذه الحالة بالأشخاص المحبين الإيجابيين ذوو النظرة التفاؤلية للحياة، لأن التواصل مع أشخاص لديهم نظرة سوداوية للحياة سيزيد من المشاعر السلبية التي ستزيد الألم مع مرور الوقت.

كما أنه لا بد من المشاركة في عدة أنشطة ممتعة والتعرف على أشخاص آخرين يشاركونك نفس الاهتمامات، الأمر الذي يسبب تخفيف الألم العاطفي الذي ينتج عن الشعور بالوحدة.

تذكر واجترار الماضي سبب للألم العاطفي:

جميعنا نقوم بتذكر الماضي في مرحلة ما من مراحل الحياة، كما أننا ننغمس بالتفكير في كل ما يزعجنا من أحداث حصلت في الماضي، لدرجة أننا نعيش في الماضي بشكل كلي ولا نشعر بالمتعة في العيش الحاضر.

أي أن تذكر الآلام والمشاعر السلبية الماضية يتسبب لدينا بألم عاطفي في الوقت الحاضر، ولكن المشكلة الكبيرة هو الجمود، وأننا لا نتحرك بأي جهة.

والحل الأمثل لهذه الحالة هو التحكم بالأفكار السلبية عندما تعصف داخل ذهن الإنسان، واستبدالها على الفور بأفكار أخرى إيجابية وذلك للحد قدر الإمكان من الألم العاطفي الناجم عن اجترار الماضي.

وأخيرا وبعد كل ما تطرقنا إليه من مسببات للألم العاطفي علينا التنويه إلى فكرة العامل النفسي والدعم، فالإنسان الذي يحظى بتفكير إيجابي ودعم مطلق من المحيط لن تتمكن أي آلام من هزيمته.

المزيد من القراءة

Post navigation

اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *