وساطة الزواج

وساطة الزواج

يمكن تعريف وساطة ال على أنها التوسط بين شخصين و محاولة التقريب بينهما و ذلك بغرض عقد زواجهما لاحقا، و لا تعتبر وساطة أمرا حديثا بل لطالما عرفته مختلف مجتمعات العالم بما في ذلك المجتمع العربي حيث لطالما كان هناك شخص أو جماعات تعرف بكونها تتوسط بين الأشخاص لأجل عقد قرانهم، هذه الظاهرة التي كانت بدائية في بداياتها وكانت تقتصر على شخص من المعارف أو من أقارب العائلة الذي يقوم بهذه المهمة كما كانت الظاهرة حاضرة و بقوة عند العائلات المالكة و الملكية حيث كان التوسط يتم للزواج فيما بينها، إلا أنه و مع تطور انتقل الأمر من أرض الواقع إلى الواقع الافتراضي حيث أصبحت مواقع ال و الزواج الإلكترونية تقوم بهذه المهمة لكن بطبيعة الحال هذا لا يعني غياب الظاهرة التقليدية في وساطة الزواج بل لازالت الكثير من الدول تعتمد عليها على الخصوص في القارة الأسيوية التي لازالت التقاليد فيها سائدة جدا، بل حتى في بعض الدول قد تم تقنين الأمر من خلال خلق مقرات مصغرة تقوم بتقديم خدمات الوساطة في الزواج.

وساطة الزواج عبر التاريخ

كما سبق القول في مقدمة الموضوع على أن وساطة الزواج ليس بالأمر الجديد على المجتمعات بل لطالما كانت و لازالت حاضرة على مر التاريخ في العديد من الدول، حيث كان وسيط الزواج حاضرا في المسيحية و في الكنيست اليهودي و في المجتمعات الإسلامية أيضا بل حتى و باتجاهنا للقارة الأسيوية نجد هناك وسيط الزواج عبارة عن كاهن هندوسي أو منجم يستعين في الغالب بأوراق التاروت لإخبار الناس بمن هو نصفهم الآخر، هذا الأخير الذي كان يلاقي التبريكات و القبول من قبل أهل العرسان الجدد الذين لا يكون بوسعهم رفض الأمر أو الاعتراض عنه بأي شكل من الأشكال، كل هذا كان يتم تحت إطار ما يسمى بالزواج التقليدي.

و بالانتقال إلى القارة الأمريكية أيضا نجد هناك أيضا وساطة الزواج حاضرة و بقوة في عدة صور و من أكثرها شيوعا و شهرة ظاهرة الرقص الجماعي أو ما يطلق عليه بالرقص الرباعي و الذي كان سائدا آنذاك في احتفالات و مناسبات المزارعين و الذي بدوره يلعب دور وساطة الزواج في مساهمته في اللقاء بين الأزواج حيث كانت تعقد مواسم و احتفالات بشكل سنوي أو موسمي لأجل الخروج بزيجات مدبرة و التي كان يحضرها العديد من النساء و ممن هم في سن الزواج.

في الولايات المتحدة الأمريكية

إن المجتمع الأمريكي ليس بغريب عن ما يعرف بموضوع وساطة الزواج سواء في القديم أو في الوقت الحالي حيث أنها شكلت نسبة هامة من زيجات المجتمع و يطلق عليها في أمريكا بالزواج المدبر إلا أن الظاهرة كبرت و تنامت بشكل كبير جدا في ستينيات القرن الماضي و قد كان الأهل من يتكفل باختيار أزواج لأبنائهم و بناتهم آنذاك، إلا أن الأمر لم يدم طويلا أيضا بفضل الثورة التي عرفتها التكنولوجيا و أيضا بسبب تلفزيون الواقع حيث أصبح الأمريكيون يشاركون في برامج الواقع و التي تهدف بدورها إلى الجمع بين الأزواج وخلق زيجات ناجحة و لعل أبرز و أشهر البرامج من هذه النوعية البرنامج الشهير The match off.

في القارة الآسيوية

في قارة أسيا أيضا هناك الكثير من أوجه وساطة الزواج في الفترة الحالية و التي أصبحت مقننة في العديد من بلدان آسيا و التي من بينها دولة سنغافورة التي أصبحت فيها وحدة التنمية الاجتماعية المدارة من طرف حكومة البلاد تقدم مجموعة من الاستشارات في مجال الزواج و أيضا تقدم مختلف أنواع خدمات التعارف للأشخاص الراغبين في الزواج بل حتى أنها تعدت الأمر من كونه مجرد ظاهرة عابرة إلى منحه الصيغة أو الصفة المؤسساتية حيث أصبحت الآن في الدولة الكثير من المؤسسات التي تقدم خدمات الزواج بمختلف أنواعها و التي أصبحت تقوم بدور وسيط الزواج التقليدي في السابق، بمعنى آخر أن الأمر أصبح بيروقراطية و مقننا على عكس ما كان شائعا في السابق قبل تفشي الظاهرة و إقبال الناس عنها.

أسس الزواج المدبر أو وساطة الزواج

لقد كانت وساطة الزواج أو ما يطلق عليه بالزواج المدبر يستند على الكثير من الأسس التي لا يقوم لولاها و هذه الأسس التي تتجلى في العادة في قدرة على تحمل مسؤوليات الزواج على سبيل المثال القدرة على إعالة ومدى وعي ين و غيرها من الأمور التي كانت أساسية للغاية في مدى تحديد أهلية الخاطب و العروس معا، أي أن وسطاء الزواج كانوا يلعبون سابقا دور الآباء والأهل حاليا و يحاولون معرفة ما إن كان الزواج فيه أسس الرئيسية و التي يمكن أن تجعله زواجا سعيدا و كاملا، هذه الظاهرة كانت سائدة في العالم أجمعه سواء في المجتمعات الغربية أو العربية الإسلامية مع اختلافات بسيطة للغاية.

وساطة الزواج و التكنولوجيا

إن وساطة الزواج ظاهرة مجتمعية تعرضت إلى الكثير من التغيرات في المجتمعات عبر التاريخ حيث كما سبقت الإشارة له في فقرات الموضوع أنها كانت تخص أشخاص في العادة ما يكونون مقربين لعائلة الزوجين أو يتم الأمر كمهنة سواء من جانب ديني في الكنيسة مثلا أو كمنجمين يستعينون بأوراق اللعب أو التاروت للتكهن بمستقبل الأزواج، إلا أن الأمر تغير تماما على الخصوص عند ظهور التكنولوجيا حيث عوضت مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت كليا الوساطة و انتقلت من كونها عادة أو مهنة يقوم بها الأفراد إلى مواقع تختص في منح عملائها كل ما يحتاجونه لإيجاد نصفهم الآخر سواء بشكل مجاني أو مدفوع حيث ما على الشخص سوى التسجيل و تقديم معلومات عنه من اهتمامات و سن و غيرها من المعلومات ليقوم ال بشكل تلقائي بمطابقته مع أشخاص لهم نفس الاهتمامات مما يزيد من فرص التفاهم وخلق زواج ناجح، لذا يمكن القول أن وساطة الزواج لم تختفي كليا كما يعتقد البعض بل ما حصل هو أن عبر الانترنت قامت بتعويضها و أصبحت هي من تقوم بدور وسيط الزواج التقليدي.

نظريات وساطة الزواج

إن ظاهرة وساطة الزواج من الظواهر التي كثرت عنها النظريات كغيرها من بقية الظواهر في المجتمع و قد حاول الكثير من علماء الاجتماع والنفس تحليلها في دول ومجتمعات متعددة، و حاول الكثير منهم أيضا و ضع نظريات حولها، لكن لا يمكن الحسم بصحة نظرية واحدة من بينها بل حلل الأكاديميين والخبراء الأمر من أوجه اختصاصاتهم سواء من الجانب النفسي أو الاجتماعي أو غيره لكن أهم من قامت بتحليل ظاهرة وساطة الزواج نجد هناك كل من بيبر شوارتز و هيلين فيشر و كلارك وارن و ذلك وفق أسس ما أتى به علم الوراثة.

المزيد من القراءة

Post navigation

اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *